الإنسان ابن بيئته ، وهو مطالب بالحفاظ عليها نظيفة متوازنة بعيدة عن التلوث الذي يشوه وجه الحياة فيها

سيظل الانسان لغزاً يحير العلماء حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ذلك لأن الانسان عجيب في خلقه، مثير، في نفسه رغبات لا تنتهي، حساس لأبعد الحدود يعتريه التفكير السلبي اكثر من التفكير الايجابي، يريد أن يتملك ويسيطر على الآخرين، لا يكتفي بالغنى ولا يكتفي بكل الممتلكات، يريد ان يعيش يومه في سعادة عارمة، نعم هذه هي النفس البشرية ولكن الكثير لا يعلم ان النفس ناتجة من البيئة! نعم من البيئة المحيطة به لأن الانسان ابن بيئته، أي البيئة هي امه بعد ولادته الحقيقية من أمه التي حملت به ووضعته ولكن أين وضعته، عند امه الثانية التي لها تأثير كبير على شخصيته وتكوينها بمعنى أن الانسان اذا ما اختلط واحتك بالآخرين وخصوصا الجماعات الاجتماعية الايجابية ليتم التفاعل الاجتماعي ولخلق جو ايجابي من المشاركة الفعلية فسوف يعود عليه بالضرر والاثار النفسية التي تنهش بأفكاره وتصوراته وخيالاته السلبية، فمن الضروري ان يعمل الانسان على تحسين الظروف البيئية لتخفيف التوترات الداخلية من خلال استثمار الامكانات والموارد البيئية، فالتعامل مع البيئة الاجتماعية وتهيئة مناخ أسري سيؤدي الى شخصية سوية قيادية رائدة في المجتمع والعمل مع الأشخاص المحيطين به ليتم التفاعل الاجتماعي وهو التبادل والتجانس والتجاذب والتقارب والاستمرار في العمل الجيد، والآن اكتب هذه المقالة لأحبتي القراء، ان الانسان لا يستطيع ان ينفك وينعزل عن الآخرين وخصوصا بيئته التي نشأ وترعرع بها وكوّن الكثير من العلاقات وأهم من ذلك كله انه أنشأ حساً بيئياً لا يستطيع ان ينسى ذكرياته الجميلة خصوصا في الطفولة ومرحلة المراهقة، لذلك اذا ما تم نقل هذه البيئة فأرجو ان يتحرر الانسان تحرراً اجتماعياً ايجابياً، لأن تغيير البيئة يحتاج اختياراً مناسباً موفقاً حتى لا تنعكس على الانسان الآثار النفسية من تلقاء المشكلات الاجتماعية فيما بعد من خلافات زوجية او مشكلات تربية الأبناء او مشكلات السكن المحلي من البيئة المحيطة، كل ذلك يحتاج لانسان مهيأ ولديه استعداد وقدرات على ان يستطيع ان يتعامل مع البيئة الجديدة وهو على النحو التالي: اولاً التغيير يبدأ من الداخل والتغيير يحتاج الى استراتيجية للتكيف من خلال الشيء إذا تكرر تقرر اي عود نفسك على مهارات وأعمال جديدة حتى تستطيع ان تتكيف معها ثم ترتاح وعليك ان تتحكم في بيئتك الجديدة حتى تستطيع ان تتحكم في سلوكك، ولكي تأتي للانسان الصحة النفسية عليه ان يؤدي ما عليه من السلوك المسؤول ويقوم بواجباته الاجتماعية، وسلوك الفرد محكوم بنتائجه، اي ما يعقبه من آثار سواء سلبية أو ايجابية.

المصدر : جريدة الشاهد اليومية